علوم وتكنولوجيا من أجل المستقبل – العلوم الأساسية

April 26, 2010

يهتم العلم بالسعي الدائب نحو المعرفة الأساسية والذي تدفعه رغبة البشر في فهم العالم الذي يعيشون فيه ولا شك أن هذه الرغبة تمثل سمة أساسية للجنس البشري وواجد الجميع أن يسهموا في إثراء هذه المعرفة من خلال البحوث الأساسية.   إن العلوم الأساسية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة هي التي توفر الأدوات الضرورية لكل البحوث العلمية وتطور التكنولوجيا. ولذا كان دعم هذه العلوم الأساسية basic research    من أحسن الاستثمارات   لصنع المستقبل الذي يرجوه أي مجتمع. ولا يزيد مستوى ميزانية هذه البحوث عن نسبة متواضعه هي 0.3 إلى 0.4 في المائة من ميزانيات الدول الصناعية الكبرى وتقل كثيراً عن هذا في أغلب الدول النامية وبالأخص الدول العربيه. وقد يكون من الأهداف العلمية مضاعفة هذه الميزانية مع التوقعات بأن مثل هذه الاستثمارات ستعود بالخير أضعافاً مضاعفة على المدى البعيد والأمل معقود في جامعة الملك عبدالله بالمملكة العربيه السعوديه والتي تم افتتاحها بنهايه عام 2009.

 ولا بد أن تتضمن اعتمادات التنمية المرصودة لمشروعات العلوم والتكنولوجيا في العالم الثالث في المستقبل بنوداً مستقلة لتمويل بحوث العلوم الأساسية. من منطلق ان  إن التقدم في العلوم الأساسية يعتمد على الجهود المشتركة لعلماء الدول الصناعية المتقدمة وعلماء الدول النامية، وعلى هذا فالمجتمع العلمي الدولي يجب ان يرحب بشدة بتوفير التدريب البحثي لعلماء الدول النامية وتسهيل اشتراكهم في البحوث الدولية ومساعدتهم في إنشاء وتطوير القدرة على استيعاب البحوث الأساسية في بلدانهم.

 ولا شك أن بحوث العلوم الأساسية لا تعترف بالحدود الجغرافية أو الثقافية أو السياسية او الإجتماعيه، نظراً لأن لغتها وهي الطرق البحثية والنتائج- لغة عالمية موحدة ولا علاقة لها بالسياسية او الإجتماع او المصالح . كما أن ثمرات العلوم الأساسية بمثابة غذاء لكل البشرية فعلى سبيل المثال، استطاعت علوم الحياة الحديثة بما في ذلك البيولوجيا الجزئية وإبداع النماذج الرياضية والخوارزميات وعلوم الجبر، ومجالات الفيزياء مثل فيزياء الحالة المكثفة والفيزياء النووية وفيزياء الطاقات المتجددة أن تمد العالم بتقنيات متقدمة غيرت على اثرها شكل الحياة بصورة أساسية أما التقدم في مجال البحوث الكيميائية فقد كان مسئولاً عن تحسين الظروف الإنسانية من خلال إنتاج الغذاء والدواء … ولهذا فإن المجهودات التي تبذل اليوم في العلوم الأساسية ستعود حتماً إلى تقدم مماثل في عالم الغد.

وعليه فإن بحوث العلوم الأساسية لا يمكن أن تكون محدودة بأنشطة تنحصر في مجال واحد بعينه إنما يمكن أن تتعدى الحدود التقليدية كلما برزت مشكله وصارت هدفا  للبحث والدراسه. وتتضح هذه المسألة عند تناول الموضوعات البيئية التي تمس أكثر من مجال وأكثر من دولة بل وأكثر من جيل.

 

إن عالم اليوم ينقسم إلى “من يملكون” ومن “لا يملكون” بالنسبة للعلم والتكنولوجيا. ولا بد من مساعدة الدول النامية التي تحتوي على 80% من سكان العالم حتى يمكنها تطوير استيعابها العلمي والتكنولوجي بأيدي أبنائها حتى تتمكن من تحسين نوعية الحياة لشعوبها. ويعتبر تطوير التدريس وبحوث العلوم الأساسية في تلك الدول هو حجر الزاوية لبلوغ هذا الهدف بغية التقدم الذي تم إحرازه بالفعل في البلدان الأخرى بأسلوب القفزات المتتابعة إذا ما أردت أن تلحق بالركب ولا تتخلف فتصبح مع البائسين هذا دون فهم دقيق معرفة بالعلوم الأساسية المناسبة مع توفر قدر من الإمكانيات البحثية في مجالات متقدمة. ولا يمكن أن تتطلع أي دولة إلى التقدم على المدى البعيد دون أن تتوفر لها إمكانيات البحث في العلوم الأساسية، وكذا التدريب والتعليم. كما أن العلم والتكنولوجيا لن ينموا إلا اذا تأصل المجتمع العلمي المحلي وتطورت الثقافة العلمية في البيئة المحلية، ويمكن النظر الي  إن كثيراً من الدول النامية تعاني نقصاً شديداً في القوى البشرية المدربة تدريباً كافياً في مجال العلوم الأساسية بل ولا تستطيع توفير العاملين في حقل تدريس العلوم الأساسية

 

Filed under: Uncategorized

Leave a Comment

(required)

(required), (Hidden)

XHTML: You can use these tags: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

TrackBack URL  |  RSS feed for comments on this post.


Slideshow

Get the Flash Player to see the slideshow.

Blogroll

Galleries

MyActivitiesMyGallerYMansari

Slideshow

Get the Flash Player to see the slideshow.

Galleries

MansariMyActivitiesMyGallerY